قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69}
  وقيل: لولا أنه كتب أنه لا يعذب من يخطئ ولا يتعمد لعذبهم، عن الأصم.
  وهذا بعيد؛ لأن القوم لا بد أن يكونوا متمكنين من العلم، وإلا لما عوتبوا.
  وقيل: لولا أنه كتب في اللوح المحفوظ أو في القرآن أنه لا يعذبهم والنبي بين أظهرهم لعذبهم.
  وقيل: لولا القرآن نزل قبل أخذ الأسارى أن المعاصي مغفورة بالتوبة وأنكم تبتم لأصابكم العذاب.
  وقيل: لولا كتاب من اللَّه سبق أنه يعفو عنهم ولا يعذب من آمن برسوله وهاجر ونصر.
  وقيل: لولا كتاب من اللَّه سبق أنه لا يعذب إلا بعد المظاهرة في البيان، قال اللَّه تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، عن مجاهد.
  وقيل: لولا كتاب من اللَّه سبق قضاءٌ من اللَّه سبق في اللوح المحفوظ لكم بأن الغنائم تحل لمُحَمَّدٍ ولأمته، عن ابن عباس، قال: ولم تحل الغنائم لأحد قبله، وإنما حلت يوم بدر، وكانت الغنائم للقربان تأكلها النار، وروي ذلك مرفوعًا.
  وقيل: «لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ» يعني القرآن الذي آمنتم به واستحققتم لذلك غفران صغائركم «لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» عن أبي علي، قال: ولا يجوز إلا أن يكون ذلك صغيرًا؛ للإجماع على أنهم قبل الغفران لم يكونوا