قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69}
  فساقًا «لَمَسَّكُمْ» لأصابكم «فِيمَا أَخَذْتُمْ» من الفداء «عَذَابٌ عَظِيمٌ» «فَكُلُوا» إباحة بعد حَظْرٍ، وليس بأمر «مِمَّا غَنِمْتُمْ» أخذتم من الكفار من الفداء وغيره «حَلَالًا طَيِّبًا» مستلذًا هنيئًا «وَاتَّقُوا اللَّهَ» أي اتقوا عذابه باتقاء معاصيه «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ» يغفر الذنوب «رَحِيمٌ» يوجب الرحمة والجنة.
  · الأحكام: تدل أولى الآيات أن العدول عن قتل الكفار إلى أسرهم محرم على كل نبي، حتى يكثر القتل فتحصل هيبة ورعبٌ في القلوب، وبعد ذلك يجوز أن يكون له أسرى.
  وتدل على أن الجهاد كان من تكليف سائر الأنبياء.
  وتدل على أنهم يوم بدر عصوا - اللَّه في الأسرى إلا أنها وقعت صغيرة؛ لأنهم لم يصيروا فساقًا.
  ومتى قيل: أكان الرسول موافقًا لهم أم لا؟
  قلنا: لا، بل أمرهم بالقتل.
  قلنا: يحتمل أنه جوز تغيير التعبد بغير الأسر، وإن كان الواجب قبله القتل، ويحتمل أن الَّذِينَ أسروهم أتوهم، ولم يرهم حال الأسر؛ لأنه كان في العريش فمقامهم دونه.