قوله تعالى: {ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم 70 وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم 71}
  قال شيخنا أبو علي: كان منه ÷ معصية صغيرة في ذلك، والصحيح أنه لم يكن منه شيء يوجب العَتْبَ يدل على قوله: «تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا» وقوله: «لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ».
  وتدل على أنه يريد خلافه؛ فيبطل مذهب الْمُجْبِرَة أنه يريد ما وقع.
  وتدل على أن الأخذ والأسر والإرادة فِعْلُهُم، فيبطل قولهم في المخلوق.
  ويدل قوله: «فكلوا» على تحليل، وقيل: إنه نسخ ما قبله، وقيل: بل هو ابتداء بيان، وقيل: الأول عند قلة المسلمين، وهذا عند ظهور قوة الإسلام، عن أبي مسلم، وهو لاِ يرى النسخ في القرآن، فتأول [كل آية] على تأويل.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٧٠ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٧١}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «الأسارى» بالألف في الحرفين في قوله: «أن يكون له أُسارى» «قل لمن في أيديكم من الأسارى».
  وقرأ أبو عمرو الأول بغير الألف، وفي الثاني بألف. وقرأ الباقون بغير ألف في الحرفين والمعنى واحد، أسارى وأسرى: جمع أسير، إلا أنه في المصحف بغير ألف، وحملوه على الأول، وهو نظيره، وأبو عمرو جمع المذهبين.
  · اللغة: الأيدي: جمع يد، وهي الجارحة المعروفة، ثم تستعمل صلة، وبمعنى القدرة والنعمة.