التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين 1 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين 2}

صفحة 3019 - الجزء 4

  دماءهم بعد المدة، عن الحسن، قال: وكان في الابتداء كافًا عن أهل العهد والأمان: إلا من قاتله.

  وقيل: نزلت في أهل مكة عاهدوه عام الحديبية على وضع الحرب عشر سنين، ودخلت خزاعة في عهد النبي ÷ وبنو بكر في عهد قريش، وكان له عهد مع قبائل العرب، فعَدَتْ بنو بكر على بني خزاعة وأعانتهم قريش حتى تظاهروا عليهم، فنقضوا العهد، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة حتى وقف بين يدي رسول اللَّه ÷، وأنشده أبياتًا أولها:

  ياربِّ إني ناشدٌ محمدا ... حلفَ أبينا وأبيه الأَتْلَدَا

  أبيضَ مثلَ الشمس ينمو صعدا ... في فَيْلَقٍ كالبحرِ يَجْري مُزْبدا

  إن قريشًا أخلفوكَ الموعدَا ... ونقضُوا ميثاقَك المؤكَّدا

  وقتَّلونا رُكَّعًا وسجدَا ... وهم أذلُّ وأقلُّ عَدَدَا

  فقال ÷: «لا نصرت إن لم أنصرك»، وتجهز لحرب مكة وهو في سنة ثمان من الهجرة عن مجاهد، وابن إسحاق.

  وقيل: لما خرج إلى تبوك وتخلف المنافقون وأرجفوا الأراجيف نقض المشركون العهد وأمره اللَّه - تعالى - بإلقاء العهد إليهم ليأذنوا بالحرب.

  · المعنى: «بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» قيل: براءة [واصلة] من