قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين 1 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين 2}
  اللَّه ورسوله، المعنى: انقطاع عصمته، ورفع الأمان، وخروج من عهد المشركين، ابتدوا بالنقض، و «عَاهَدْتُمْ» خطاب للنبي ÷ وللمؤمنين معه، لأنه عقد، وَهُمْ رضوا به، فلزمهم كأنهم عاهدوا وعاقدوا.
  ومتى قيل: كيف يجوز أن ينقض النبي ÷ العهد؟
  قلنا: قيل: لا يجوز أن ينقض العهد إلا على ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن يكون مشروطًا بشرط أن يبقى إلا أن يرفعه اللَّه - تعالى - بوحي.
  وثانيها: أن تظهر منهم خيانة ونقض، فنبذ إليهم العهد.
  وثالثها: أن يكون مؤجلاً فتنقضي المدة، وينقضي العهد.
  وروي أن النبي ÷ شرط عليهم الشرط الأول، وروي عنه نقض العهد بما ذكرنا من قبل.
  وقيل: يجوز مطلقًا.
  «فَسِيحُوا» رجع من الخطاب إلى الخبر أي: قلْ لهم: سيحوا؛ أي: سيروا «فِي الأَرْضِ» مقبلين ومدبرين آمنين غير خائفين من المؤمنين بحرب، لا قتل ولا أسر وليس بأَمْرٍ وإنما هو ترك التعرض وقصر التأجيل كأنه قيل: اعملوا ما شئتم هذه المدة عالمين أن اللَّه لا يعجزه شيء، وقيل: هو إباحة وأمان، الأربعة الأشهر، قيل لعلي #: ما الذي بعثت به؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك بعد عامهم هذا،