قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم 3 إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين 4}
  والسدي، وابن زيد. وعن المغيرة بن شعبة أنه يوم النحر، وعن أبي هريرة أن عليا نادى يوم النحر: «لا يطوفن ولا يحجن بعد العام مشرك».
  الثالث: وقيل: أيام الحج كلها، عن مجاهد، وسفيان، كما يقال: يوم صفين، ويوم الجمل، ويوم [بعاث]، ويراد به الحين والزمان، قال ابن سيرين: المراد به وقت الحج وهو العام الذي حج فيه رسول اللَّه ÷ اتفق فيه حج الملك.
  واختلفوا لِمَ سمي الحج الأكبر؟ قيل: لأن عرفة وقت الوقوف، وهو الحج، من أدركه فقد أدرك الحج، ومن فاته فقد فات الحج، وقد قال ÷: «الحج عرفة».
  وقيل: هو يوم النحر؛ لأنه تراق فيه الدماء، وتؤدى أعظم الأفعال فيه، ووقع الإحلال والفراغ من الحج.
  وقيل: اجتمع فيه حجة المسلمين، وعيد اليهود والنصارى والمشركين، ولم يجتمع قبله ولا بعده عن الحسن، وابن سيرين. قال الأصم: وليس بشيء؛ لأن عند الكفار فيه سخط، وقيل: لأن المسلمين والمشركين حجوا في تلك السنة.
  واختلفوا، ثم قيل: الحج الأكبر، قيل: الأكبر الوقوف بعرفة، والأصغر النحر عن عطاء، ومجاهد، وبشر بن غياث، والزهري، والشعبي، والأصم.
  وقيل: الحج الأكبر القِرَان، والأصغر الإفراد عن مجاهد.
  «أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» قيل: البراءة الأولى النقض للعهد، والثانية لقطع الموالاة والإحسان فليس بتكرار، وقال: الأولى براءة إلى المشركين، والثانية تعريف المسلمين ببراءته عن المشركين لِيُزِيلُوا طريقة المهادنة والعهد ويستعدوا للقتال، وقيل: الأولى براءة مع إمهال، بريء منهم «وَرَسُولُهُ» يعني ورسوله بريء منهم «فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ» يعني أمهلكم أربعة أشهر فإن تبتم في هذه المدة فهو خير لكم تنجون من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وقيل: هي مطلقة، من تاب من كفره فهو خير له «وَإِنْ