التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون 85}

صفحة 473 - الجزء 1

  والإثم: الفعل القبيح، الذي يستحق به الذم، ونظيره الوزر والذنب، أثم الرجل: وقع في الإثم، وتأثم تحرج من الإثم. والعدوان: مجاوزة الحد، وقيل: الإفراط في الظلم.

  والأسر: الأخذ بالقهر، وأصله الشد والحبس، والأسير: المحبوس، وأسره إذا شده.

  والفدا من الشيء: العوض منه صيانة له، يقال: فداه فدية.

  الحرام: المحظور، وأصله من المنع، فالحرام كل ممنوع، ومنه النبت الحرام؛ لأنه يمنع فيه ما هو مباح في غيره من القتال ونحوه، والجزاء: المقابلة على الخير والشر بالثواب والعقاب.

  والخزي: السوء والذل، يقال: أخزاه اللَّه إذا مقته وأبعده، وأصل الخزي المقت، وقيل: أصله الاستحياء كأنه قيل: أخزاه اللَّه أي أوقعه موقعًا يستحيا منه.

  والرد اسم لما رُدَّ بعد أخذه، ومنه المرتد، كأنه رجع عما كان عليه من الإسلام.

  والعذاب: الألم الشديد.

  · الإعراب: يقال: ما موضع (هو) من الإعراب في قوله: «وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيكمْ»؟ وما المكني به عنه؟

  قلنا: للعلماء فيه قولان:

  الأول: أنه كناية عن الإخراج عند ذكره توكيدًا؛ لأنه فصل بينهما بكلام، فموضعه على هذا رفع، كأنه قيل: وإخراجهم محرم عليكم، ثم أعيد ذكر إخراجهم مبينًا للأول.

  الثاني: أن يكون (هو) عمادًا عند الكوفيين، وإضمارا على شريطة التفسير عند البصريين، كأنه قيل: والقصة محرم عليكم إخراجهم، ومثله {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ}.

  ويقال: ما معنى (هَؤُلَاءِ) في قوله: «ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ»؟ وما موضعه من الإعراب؟

  وكيف يتصل به «تَقْتُلُونَ»؟، وما موضعه من الإعراب؟