قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون 23 قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين 24}
  «آباؤكم» وما عطف عليه «وجهاد في سبيله» فيه محذوف أي: ومن جهاد في سبيله.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في عام الفتح قبل توجهه إلى حنين، فكان الرجل يريد الهجرة وأهله يتعلقون به فيدع، فنزلت الآية.
  وقيل: إن هذه الآية متصلة بما قبلها، نزلت في قصة العباس وطلحة وامتناعهما من الهجرة، عن مجاهد.
  وقيل: لما أمر - تعالى - بالهجرة، فكان قبل مكة، وكل من آمن ولم يهاجر لم يقبل إيمانه إلا بمجانبة الآباء والأبناء إذا كانوا كفارًا، فقال جماعة: إن نحن اعتزلنا من خالفنا في الدين لقطعنا آباءنا وعشيرتنا، ولخربت دورنا، وكسدت تجارتنا، فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية، عن ابن عباس، رواه [جُوَيْبِرٌ].
  وقيل: لما أمروا بالهجرة جعل الرجل يقول لامرأته وعشيرته -: أمرنا بالهجرة، فمنهم من يعجبها فتسارع معه، ومنهم من تأبى على صاحبها أن تهاجر معه، ومنهم من يتعلق به زوجته وعياله وأولاده ويقول: ننشدك اللَّه ألا تضيعنا فيرق ويجلس، ويدع الهجرة، فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية، عن أبي صالح عن ابن عباس.