التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون 30 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون 31}

صفحة 3089 - الجزء 4

  ومن ترك التنوين ففيه ثلاثة أوجه:

  الأول: لأنه أعجمي معرفة.

  و الثاني: (ابن) هذا صفة والخبر محذوف تقديره: معبودنا أو نبينا عزير ابن اللَّه، عن الزجاج.

  الثالث: حذف التنوين لالتقاء الساكنين تشبيهًا بحرف اللين عن الفراء، وكذلك أن النون ساكنة من عزير، وهو نون التنوين، والباء ساكنة وحذفت للتخفيف، وأنشد الفراء:

  فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ... وَلَا ذَاكِرِ اللَّهِ إِلَّا قَلِيلًا

  وهذا الوجه للضرورة عند سيبويه.

  وقرأ عاصم وحده: «يُضَاهِئُونَ» بالهمز وكسر الهاء، والباقون بغير همز وضم الهاء وهما لغتان، يقال: ضاهيته وضاهأته.

  · اللغة: المضاهاة: مشاكلة الشيء بالشيء، ومنه: امرأة ضهياء: التي لا تحيض، أي: أشبهت الرجال، وجمعها: ضُهْيٌ بضم الضاد، وسكون الهاء.

  والإفك: الكذب، أَفِكَ: كذب، إفكًا بكسر الهمزة، وكل أمر صرف عن وجهه فقد أُفِكَ، وأَفِكْتُهُ عن الشيء: صرفته، أَفْكًا بفتح الهمزة، وأفكت الأرض: صرف عنها المطر، فلا نبات بها. وائتفكت البلدة: انقلبت، والمؤتفكات: الرياح، تختلف مهابها.