التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون 30 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون 31}

صفحة 3090 - الجزء 4

  والحَبْر: العالم الذي صنع عنه تحبير المعاني بحسن البيان عنها، وحَبر وحِبر بفتح الحاء وكسرها وهما لغتان، عن الفراء، وزعم يونس الحربي أنه لم يُسْمَعْ فيه إلا كسر الحاء، وليس كذلك، هما لغتان، وجمعه: أحبار وحبور، والحِبر بالكسر: الجمال، ومنه: ذَهَبَ حِبْرُهُ وسِبْرُهُ، والحِبْر: ما يكتب به، والْمُحَّبرُ بفتح الباء الشيء المزين، ومنه قيل محبر للشاعر.

  والراهب: أصله من الرهبة وهي الخشية، راهب ورهبان نحو فارس وفرسان.

  · الإعراب: نصب «المسيح» ب (اتخذ) تقديره: واتخذوا المسيح ربا، فهو عطف بالأحبار والرهبان، و (مريم) لا ينصرف.

  · النزول: قيل: أتى رسولَ اللَّه ÷ جماعةٌ من اليهود [سَلَّامُ] بْنُ مِشْكَمٍ، والنعمان بن أوفى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت ملتنا وأنت لا تزعم أن عزير ابن اللَّه، عن ابن عباس، ونزلت الآية.

  · المعنى: ثم أخبرنا - تعالى - بسر من أسرار اليهود فضحوا به، أخذوه عن أسلافهم، حثًا على قتلهم وعداوتهم فقال سبحانه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} قيل: القائل به جماعة منهم، عن ابن عباس. وقيل: قائله رجل واحد يقال له: فنحاص،