التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون 30 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون 31}

صفحة 3091 - الجزء 4

  وهو الذي قال: إن اللَّه فقير ونحن أغنياء، عن عبيد بن عمير. وقيل: طائفة قالت ذلك كما يقال: الخوارج تقول بتعذيب الأطفال، وإنما تقوله الأزارقة، ولا معنى لإنكار اليهود؛ لأن قول اللَّه أصدق، ولو لم يظهر هذا القول منهم لوجب الحكم بأنهم يدينون سرًا، فكيف وقد ظهر، وقيل: كان ذلك مذهبًا لهم [فتركوه]، وروي أنهم تواطؤوا على تركه لقبحه، وروي عن ابن عباس أن «[بختنصر]» لما ظهر على بني إسرائيل وهدم بيت المقدس، وقتل حفاظ اليهود للتوراة، وأحرق ما وجد، وعزير إذ ذاك صغير، فاستبقاه، فلما مات عزير ببابل ورجعت بنو إسرائيل إلى بيت المقدس لم يجدوا حافظًا للتوراة، ومكث عزير مائة عام ثم بعثه اللَّه آية ومعجزة وكذبوه في أنه عزير، وسألوه أن يكتب لهم التوراة إن كان صادقًا، فكتب لهم، ثم وجدت التوراة مدفونة فعورض ما كتبه بها فلم يغادر منها شيئا، فعند ذلك زعموا أنه ابن اللَّه كما قالت النصارى المسيح ابن اللَّه عن الكلبي. وذكره القاضي، وقيل: لما أضاعوا حكم اللَّه ونسوا التوراة ورفع التابوت من نبيه وعزير من علمائهم، فبينا يصلي إذا فيل برؤ من السماء فدخل جوفه فعاد حفظ التوراة، فأذن في قومه وقال: إن اللَّه - تعالى - آتاني التوراة، فلما أتاهم التابوت عارضوه بها فوجدوه مثله، فقالوا:

  عزير ابن اللَّه، عن ابن عباس. وقيل: لما غلبت العمالقة عليهم هرب علماؤهم ودفنوا التوراة وعزير غلام يتعبد ويدعو اللَّه ويبكي ويقول: تركت بني إسرائيل بغير عالم، فأكرمه اللَّه وأعطاه التوراة، فقال: يا بني إسرائيل جئتكم بالتوراة، فلما رجع العلماء واستخرجوا ما دفنوا وجدوه مثل ما أتى به عزير، فقالوا: هو ابن اللَّه، عن السدي.