التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون 30 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون 31}

صفحة 3092 - الجزء 4

  «وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّه» قيل: كانت النصارى بقيت على دين عيسى # إحدى وثمانين سنة بعد رفع عيسى، ثم اختلفوا ثلاث فرق: فمنهم النسطورية أصحاب نسطور، واليعقوبية، أصحاب يعقوب، والملكانية يقال: نسبوا إلى رجل يقال له: ملكا، وقيل: هم أهل دين الملك، فأما أقاويلهم فاتفقوا أنه جوهر واحد لثلاثة أقانيم: أقنوم الأب، وأقنوم الابن، وأقنوم روح القدس. فاليعقوبية زعموا أن مريم ولدت إلهًا وأن عيسى ابن الإله، والنسطورية تزعم أنه أب وابن وروح القدس، فجعل المسيح ابن الملك، والملكانية تزعم أن الابن اتحد به، فمذهب الجميع يرجع إلى ما حكى اللَّه عنهم.

  «ذلك» يعني ما قالوه في المسيح «قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ» يعني هو قول غير صحيح لا يجاوز الفم ليس عليه حجة وبرهان ولا له صحة، وقيل: لم يذكر قولاً مقرونًا بذكر الأفواه إلا وكان ذلك القول زورًا كقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}، «يُضَاهِئُونَ» يشابهون عن ابن عباس. وقيل: يوافقون عن الحسن. «قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا» قيل: من عبدة الأوثان عن ابن عباس. وقيل: في عبادتهم اللات والعزي ومنات الثالثة الأخرى عن مجاهد. وقيل: [في قولهم]: الملائكة بنات اللَّه، وقيل: في تقليدهم أسلافهم، هذا القول عن الزجاج. وقيل: صاحب النصارى في قولها: المسيح ابن اللَّه قول اليهود «مِنْ قَبْلُ» عزير ابن اللَّه، عن قتادة، والسدي. وقيل: شبه كفر هَؤُلَاءِ بكفر من مضى من الأمم لقوله: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} عن الحسن. وقيل: من عصر النبي ÷