التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33}

صفحة 3094 - الجزء 4

  وهو اللَّه - تعالى - «لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ» أي: لا تحق العبادة إلا له، ولا يستحق الإلهية غيره «سُبْحَانَهُ» تنزيهًا له عما يقولون وعما لا يليق به «عَمَّا يُشْرِكُونَ» عن شركهم، أي يشركون في العبادة غيره.

  · الأحكام: تدل الآية على أن في اليهود والنصارى من يثبت الابن لله - تعالى - وهذا في النصارى ظاهر، وقولهم بالتثليث، فأما اليهود فقيل: لما اختلطوا بالمسلمين تركوا ذلك لقبحه.

  وتدل أن هذا القول باطل.

  وتدل أن مثل هذا القول وقع ممن قبلهم، فتدل على أن المشبهة بهذه المنزلة؛ لأنها تعبد جسمًا مصورًا فضاهت عابد الوثن في ذلك.

  ومتى قيل: كيف تقع مثل هذه الشبهة حتى يثبتوا أن لله ولدًا؟

  قلنا: لقلة التدبير والاسترواح إلى التقليد والسنة، ولو نظروا لعلموا أنه ليس بجسم؛ إذ لو كان جسمًا لصحّ منه فعل الجسم، وإن لم يكن جسمًا لم يجز عليه مثل هذه الأشياء.

قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٣٣}

  · اللغة: الإطفاء: إذهاب نور النار في الأصل، ثم يستعمل في إذهاب كل نور، يقال:

  أطفأت النار، وطفئت هي.