قوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 41 لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون 42 عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 43}
  · المعنى: ثم بين - تعالى - أن أمرهم في الجهاد حتم لا يقبل في التخلف [عنه] معذرة، فقال سبحانه: «انْفِرُوا» أي: اخرجوا إلى الغزو «خِفَافًا وَثِقَالاً» قيل: إلى خفة النفر وثقله، فعم الكل بالعرض، عن الأصم. وقيل: شبانًا وشيوخًا، عن أنس، والحسن، والضحاك، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، ومقاتل، وأبي علي. وقيل: مشاغيل وغير مشاغيل، عن الحكم. وقيل: «خفافًا» من المال أي فقراء، «وثقالاً» منه، أي: أغنياء، عن أبي صالح. وقيل: نشاطًا وغير نشاط عن ابن عباس، وقتادة، وأبي مسلم. وقيل: ركبانًا ومشاة عن عطية العوفي، وأبي عمرو. وقيل: ذا ضيعة وغير ذي ضيعة عن ابن زيد. وقيل: أصحاء ومرضى، عن مرة الهمذاني. وقيل: عزابا ومتأهلين، عن يمان. وقيل: مسرعين خارجين ساعة استماع النفير، خف الرجل خفوفًا إذا مضى مسرعًا، وثقالاً بعد الاستعداد، وقيل: خفافًا من السلاح وثقالاً مستكثرين منه، والعرب تسمي الأعزل مخفًا، وقيل: خفافا من الأتباع، وثقالاً مستكثرين بهم، وكل ذلك داخل في المعنى الذي بدأنا به؛ لأن كل ذلك مما يخف به الخروج أو يثقل «وَجَاهِدُوا» قاتلوا الأعداء «بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ» يعني مَنْ قدر على الجهاد بالنفس فعل، ومن قدر عليه بالمال فَعَلْ بحسب الإمكان، وإنَّمَا يجب على الكفاية «فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أي: في دينه وطريق ثوابه ورحمته «ذَلِكُمْ خَيرٌ لَكُمْ» قيل: خير لكم من تركه إلى المباح، وقيل: إن فيه الخير لا في تركه «إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» أن الخير في الجملة فاعلموا أن هذا خير، وقيل: إنْ كنتم تعلمون صدق اللَّه فيما وعد من ثوابه وجنته، عن أبي علي. «لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا» أي: لو كان المدعو إليه عرضا