قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين 49 إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون 50 قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون 51 قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون 52}
  ظفر بهم المسلمون «وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ» قيل: قَتْلٌ وهزيمة ونكاية، وسماها مصيبة وإن كانت شهادة ومثوبة؛ لأن النفس تنفر منه، وإنما يعلم أنه غنيمة بالتفكر في العاقبة، وقيل: لأن المنافق يعدها مصيبة «يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ» قيل: أخذنا حذرنا وأخذنا بالحزم، عن مجاهد، يعني بالقعود وترك الجهاد، وقيل: أخذنا أمرنا عن مواضع الهلكة فسلمنا عما وقعوا فيه، وقيل: كانوا يكاتبون المشركين ويخبرونهم بعداواتهم للمسلمين من قبل هذه المصيبة «وَيتَوَلَّوْا» يعرضوا ويدبروا عن النبي ÷ والمؤمنين إلى منازلهم، وقيل: ينصرفون عن دينك عن الأصم. «وَهُمْ فَرِحُونَ» قيل: معجبون مسرورون بما نال المسلمين من المصيبة شماتة «قُلْ» يا محمد لهم «لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا» أي لا يصيبنا إلا ما كتبه اللَّه، يعني كل ما يصيبنا كتبه اللَّه في اللوح المحفوظ وعلمه، وإنما اختار لنا الجهاد لمصالحنا، فلسنا بمهملين على ما يتوهمون من غير أن نُرْجِعَ أمرنا إلى تدبير ربنا في معنى قول الحسن وأبي علي. وقيل: لن يصيبنا في عاقبة أمرنا إلا ما كتب اللَّه لنا من النصر الذي وعدنا، عن أبي علي. وقيل: لن يصيبنا إلا ما كتب اللَّه لنا من الثواب والجنة بقوله: «كَتَبَ [اللَّهُ] لَنَا» أي: هي لنا لا علينا، وإن كنتم تظنون ذلك علينا، وقيل: ما كتبه لنا أي أوجبه لنا، وفسره في الآية الأخرى وهي إحدى الحسنيين، عن أبي مسلم. وقيل: لن يصيبنا من جهة عدونا في الأنفس والمال إلا ما كتب عن الأصم. وقيل: الكتابة