قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين 53 وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون 54 فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 55}
  وحمل الأولاد على الكفر، عن أبي علي، وقيل: لجمع المال من غير حله، ومنع الحقوق اللازمة، والحرص على تخليصه، [وحبًّا لأولاد] يحملهم على ترك الجهاد وترك النفقة فيدخلون النار.
  «وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ» قيل: هذا إخبار بأنهم لا يؤمنون ويموتون على الكفر، ومعنى الكلام: تخرج أنفسهم في حال كفرهم، وقيل: هذا ذم لهم، كأنه قيل: تزهق روحهم لكفرهم كما يقال لمن لا يقبل الموعظة: دعه تزهق روحه، وقيل: معناه يريد إزهاق روحهم في حال الكفر، والإرادة تتعلق بإزهاق الروح بالكفر وهم كافرون في موضع الحال، كقولهم: أريد أن أضربه وهو عاصٍ، والإرادة تتعلق بالضرب لا بالعصيان.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن الطاعات لا تقبل مع الكفر والنفاق.
  وتدل على تحابط الأعمال.
  وتدل على أن الفسق يمنع من القبول كالكفر؛ لأن ضَمَّ ذلك إلى ترك الصلاة والزكاة يوجب أن كل واحد يمنع القبول، ولأنه نص على الفسق، ونص على أن طاعته بالنفقة لا تقبل لكفره ولترك الصلاة.
  وتدل على أن الكفار مخاطبون بالشرائع؛ لأنه ذمهم على ترك الصلاة والزكاة، فلولا وجوبها عليهم لما ذموا بتركها.
  وتدل على أن أولادهم ونعمهم سبب لتعذيبهم إما في الدنيا وإما في الآخرة.