قوله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون 58 ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون 59 إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم 60}
  وقيل: الغزاة وإن كانوا أغنياء، عن مالك، والشافعي، وأبي عبيد.
  وقيل: فقراء المهاجرين، عن الأصم.
  «وَابْنِ السَّبِيلِ» المسافر المنقطع عن ماله، سمي ابن سبيل للزومه الطريق فنسب إليه، قال الشاعر:
  أَنَا ابْنُ الحَرْبِ رَبَّتْني وليِدًا ... إِلَى أَنْ شِبْتُ واكْتهَلَتْ لِدَاتيِ
  يعطى وإن كان غنيًا في بلده، عن مجاهد، والزهري، وأبي حنيفة وأصحابه.
  وقيل: هو من أراد سفرًا في غير معصية وعجز عنه إلا بمعونة، عن الشافعي.
  وقيل: هو الضيف، عن قتادة.
  «فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ» - تعالى - مقدرة واجبة قدرها اللَّه - تعالى - وختمها «وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» بحاجة خَلْقِهِ، حكيم بما فرض عليهم من ذلك، وقيل: عليم بالأشياء، حكيم فيما يقضي، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على قبح اللمز.
  وتدل على وجوب الرضى بحكم اللَّه وحكم رسوله.
  وتدل على أن الكفر والمعاصي ليس من حكم اللَّه وقضائه ولذلك يقبح الرضى بها.
  وتدل على أن اللمز فِعْلُهُم، وليس بخلق اللَّه تعالى، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.