التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم 61 يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين 62 ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم 63}

صفحة 3173 - الجزء 4

  الثاني: على حذف لام الإضافة كأنه قيل: فلأنَّ له نار جهنم.

  (خالدا) نصب على الحال.

  · النزول: اتفقوا أن الآية نزلت في المنافقين، ثم اختلفوا، فقيل: في جماعة منهم كانوا يطعنون في رسول اللَّه، فقال بعضهم: لا تفعلوا، فقال: [الجلاس] بن سويد: بل نقول ما شئنا ثم نحلف له [فيصدقنا] فإنما هو أذن، ففيهم نزلت الآية.

  وقيل: نزلت الآية في رجل من المنافقين، يقال له: نبتل بن الحارث، كان ينم بحديث النبي ÷ إلى المنافقين فنهي عن ذلك، فقال: إنما محمد أذن من حدثه شيئا صدقه، نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا، ففيه نزلت الآية، عن محمد بن إسحاق.

  وقيل: اجتمع ناس من المنافقين فيهم حلاس بن سويد، فوقعوا في النبي ÷، قال بعضهم: إن كان ما يقوله حقًا فأنتم شر من الحمير، وفيهم غلام يقال له عامر ابن امرأة القائل حضرهم فقال: ما يقوله محمد حق وأنتم شر من الحمير، وأخبر النبي بقولهم، فدعاهم وسألهم، فحلفوا أن عامرًا كذاب، وحلف عامر أنهم كذبة، ففيهم نزلت الآية: «يحلفون لكم ..»، عن قتادة، والسدي.

  وقيل: نزلت في رهط المنافقين تخلفوا عن غزوة تبوك، فلما رجع رسول اللَّه ÷ إلى المدينة أتوه واعتذروا وحلفوا له، ففيهم نزلت الآية «يحلفون ..»، عن مقاتل، والكلبي.

  · المعنى: عاد الكلام إلى ذكر المنافقين، قال سبحانه: «وَمِنْهُمُ» يعني من المنافقين «الَّذِينَ