قوله تعالى: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون 64 ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون 65 لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين 66}
  · النزول: وقيل: نزلت في اثني عشر رجلاً من المنافقين وقفوا على العقبة ليفتكوا برسول اللَّه ÷ عند رجوعه من تبوك ومعهم رجل مسلم يخفيهم نفسه في ليلة مظلمة فأخبر جبريل رسول اللَّه ÷ بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم وعمار يقود دابة رسول اللَّه ÷، فأمر حذيفة أن يضرب وجوه رواحلهم فضربها، فلما رجع قال: «هل عرفت القوم»؟ قال: هم فلان وفلان حتى عد جماعتهم، ففيهم نزلت الآية، عن الأصم.
  وقيل: قال رجل في غزوة تبوك: ما رأيت أكذب لسانًا ولا أجبن عن اللقاء من هَؤُلَاءِ، يعني: رسول اللَّه وأصحابه، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، وأراد أن يخبر رسول اللَّه ÷ بقوله وقد سبقه جبريل بالوحي، فجاء الرجل معتذرًا وقال: إنما كنا نخوض ونلعب، ففيه نزلت الآية، عن ابن عمر، وقتادة، وزيد بن أسلم، ومحمد بن كعب.
  وقيل: إن جماعة من المنافقين قالوا في غزوة تبوك: يظن هذا الرجل أن يفتح قصور الشام ومصر، هيهات هيهات، فأطلع اللَّه نبيه على ذلك، فدعاهم وقال: «لم قلتم كذا»؟ فقالوا: كنا نخوض ونلعب، وحلفوا على ذلك، ففيهم نزلت الآية، عن الحسن، وقتادة.
  وقيل: قال رجل من المنافقين: يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا وما يدريه.
  فأنزل اللَّه - تعالى - فيه هذه الآية، عن مجاهد.
  وعن مجاهد أنها نزلت في وديعة بن ثابت وهو قائل هذه المقالة.
  وقيل: نزلت في عبد اللَّه بن أبيّ وأصحابه كانوا يقعون في النبي ÷ وأصحابه، فإذا بلغهم قالوا: كنا نخوض ونلعب، عن الضحاك.