التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير 74}

صفحة 3200 - الجزء 5

  وقيل: بل نزلت في جماعة من المنافقين قالوا: لئن رجعنا إلى المدينة، ثم حلفوا ما قالوا، عن الحسن.

  وقيل: نزلت في غزوة تبوك لما اجتمع المنافقون على قتله ÷ و [معه] عمار وحذيفة وأمر الناس أن يأخذوا بطن الوادي، فتخلف جماعة من المنافقين وهموا بقتله، فعلم بذلك رسول اللَّه ÷، وأمر حذيفة بضرب رواحلهم حتى انصرفوا، فلما أصبح أمر حذيفة أن يدعوهم، فقال: إني لا أعرفهم، فقال: «أنا أعرفهم، أطلعني اللَّه عليهم، ثم قال: ادع فلانًا وفلانًا» حتى سماهم بآبائهم ودعاهم، فأعلمهم بما قالوا، فحلفوا ما قالوا، فنزلت الآية، عن الكلبي.

  وقيل: كانوا خمسة عشر رجلا، تاب ثلاثة، ومات اثنا عشر.

  وقيل: بل كانوا اثني عشر رجلا.

  وقيل: كان رأسهم أبا عامر الذي بنى مسجدًا ضرارًا.

  وقيل: عبد اللَّه بن أبيّ، وعبد اللَّه بن سعيد بن أبي السرح القرشي، و طعمة بن أبيرق، و الجلاس بن سويد، ومجمع بن جارية، وأبو عامر بن النعمان، ويسمى الراهب، وأبو الأحوص وغيرهم.

  وقيل في قوله: «وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَقَالُوا»: هم قريش هموا بقتل النبي، ÷، فمنعه اللَّه تعالى، وعصمه.

  وقيل: هو رجل منهم يقال له الأسود، عن ابن عباس.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ من سرائر القوم مضافًا إلى ما يحكى عنهم، فقال. سبحانه: «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا» يعني: حلفوا كذبًا ما قالوا ما حكي عنهم، ثم حقق عليهم ذلك، فقال سبحانه: