قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين 75 فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون 76 فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون 77 ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب 78}
  الصدقة أن تكون طهرة، ولم يرد ثعلبة ذلك، فكان منافقًا، وإنما لم يقبل الخلفاء اقتداء برسول اللَّه ÷، والأصل فيه أن الزكاة أمر شرعي، وأمور الشرع يجوز أن تختلف لاختلاف المصالح.
  وقيل: إن ثعلبة أتى مجلسًا فأشهدهم لئن آتاه اللَّه من فضله آتيت منه كل ذي حق حقه وتصدقت، فمات ابن عمٍّ له فورثه مالاً، فلم يف بما قال، فأنزل اللَّه تعالى في هذه الآية، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة.
  وقيل: إن ثعلبة لما قال ذلك قتل مولًى لعمر رجلاً من المنافقين خطأ، وكان قريبًا لثعلبة، فدفع إليه ديته، فمنع حق اللَّه، فنزلت الآية، عن مقاتل.
  وقيل: نزلت في ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير، عَهِدَا لئن آتانا اللَّه من فضله لنصدقن، فلما رزقهما اللَّه مالاً بخلا به، عن الحسن، ومجاهد.
  وقيل: نزلت في رجال من المنافقين قالوا ذلك، منهم ثعلبة بن حاطب، وجد بن قيس وغيرهما، عن الضحاك.
  وقيل: نزلت في حاطب بن أبي ثعلبة، كان له مال بالشام حلف بِاللَّهِ لئن آتانا اللَّه من فضله - يعني: المال الذي بالشام - لأصدقن، فآتاه اللَّه المال، فلم يفعل، فأنزل اللَّه تعالى فيه هذه الآية، عن الكلبي.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى تَرَدّي هَؤُلَاءِ المنافقين في المخازي، وأنهم كانوا نافقوا الرسول ونافقوا مع اللَّه جهلاً منهم، فقال سبحانه: «وَمِنْهُمْ» يعني من المنافقين «مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ» من نذر له وعاقده وحلف «لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ» أي: أعطانا من رحمته ورزقه «لَنَصَّدَّقَنَّ» أي: لنتصدقن على الفقراء ولنؤدي حق اللَّه «وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ» أي: