قوله تعالى: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم 79 استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين 80}
  وتدل على أن ذلك أداهم إلى النفاق؛ لأن بعض المعاصي تدعو إلى بعض، فهم لما تهاونوا بأداء هذا الحق والعدول عن طريقة الصلاح دعاهم ذلك إلى النفاق، وكذلك بعض الطاعات الواجبة وقد يكون داعيًا إلى بعض، وذلك على ترتيب الشرائع.
  وتدل على أنَّهم لم يكونوا منافقين، ثم صاروا كذلك، وهو قول الأصم، فأما أبو علي، فيقول: أداهم ذلك إلى الثبات على النفاق إلى الممات.
  وتدل على أن المنافق لا يبالي بما يأتي من الكذب والخيانة.
  وروي أن المنافق يعرف بثلاث: «إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، عن عبد اللَّه بن عمر وغيره. وقيل: إن النبي ÷ قال ذلك في قوم من المنافقين، ثم فسر لهم، عن عطاء بن أبي رباح.
  وعن مقاتل قال: سألت عن الخبر شهر بن حوشب وسعيد بن جبير والحسن البصري، ففسرها الحسن، وذكر أنها في المنافقين.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٩ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٨٠}