التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون 81 فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون 82 فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين 83}

صفحة 3213 - الجزء 5

قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ٨١ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٨٢ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ٨٣}

  · القراءة: قراءة العامة: «خِلَافَ» من المخالفة، وعن ابن ميمون «خَلْفَ» يعني: بعده.

  وقراءة العامة: «الْخَالِفِينَ» بالألف، وعن مالك بن دينار: «مَعَ الْخَلِفِينَ» بغير ألف.

  · اللغة: الفرح: السرور، وهو لذة القلب بنَيْلِ المشتهَى، فقد قال مشايخنا: إن الفرح والغم يرجعان إلى الاعتقاد، فإذا اعتقد نفعًا فهو سرور، وإذا اعتقد ضررًا فهو غم، وقيل: إنهما معنيان.

  والمخلف: المتروك، خلف من مضى، ونظيره: المؤخر، ونقيضه: المقدم، خلَّف تخليفًا، وتَخلَّف تخلفًا، وأصله الخَلْف، خلاف القُدَّام، والخلاف: مصدر خالف يخالف خِلاَفًا ومخالفة، وزعم أبو عبيدة أن معناه: بعد، وأنشد:

  عَقَبَ الرَّبيِعُ خِلاَفَهُمْ فَكَأنَّمَا ... بِسَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا