التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون 81 فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون 82 فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين 83}

صفحة 3214 - الجزء 5

  الشواطب: النساء يُقَدِّدْن الأديم بعدما يخلقنه، ويشققن السعف للحصر.

  وقال الأزهري: «خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ» أي: مخالفته، والخالف كل من تأخر عن الشاخص، والخالف والخَلْف والمختلف واحد، وكثير ما يتفق «فاعل ومفتعل» في المعنى [مثل] كاسب ومكتسب، وخَلَفَ خلوفًا فهو خالف: إذا تغير إلى الفساد، وفلان خالفة أهله: إذا كان دونهم في الفضل.

  والقعود ضد القيام، وهما هيئتان للإنسان، ومعينان من جنس الأكوان، قعد قعودًا، والقَعْدة المرة، والقِعْدَة بكسر القاف: الحال التي تفعل عليها، ورجل قُعَدَة بضم القاف وفتح العين والدال وكسرها: قعود.

  والبكاء نقيض الضحك، والضحك: حال تفتح وانبساط مع فرحٍ، والبكاء: حال بغيض من غم، والضحاك: هو الإنسان خاصة، ضحك ضحكا، وبكى بكاءً، وأبكاه اللَّه وأضحكه، ومنه: {أَضحَكَ وَأَبْكَى}.

  · الإعراب: اللام في قوله: «فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا» صيغة لام الأمر، والمراد به التهديد والإنكار، كقوله: {وَاسْتَفْزِزْ} وإنما جاز تسكين لام الأمر، ولم يجز تسكين لام الإضافة؛ لأن لام الإضافة أحق بالكسر لأنها تؤذن بفعلها للجر المناسب لها مع أن عوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال، فهي لهذه العلة ألزم للحركة.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في المتخلفين عن غزوة تبوك، عن جماعة من المفسرين.

  وقيل: نزلت في سبعة نفر: أبي لبابة وأصحابه.