التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين 91}

صفحة 490 - الجزء 1

  قال: أفتغضب لأنه خلق؟ قال: لا. قال: أفههنا ثالث غيرهما؟ قال: لا، قال: فغضبك لا لشيء، فانقطع.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٩١}

  · اللغة: وراء: نظير خلف، ونقيضه: قدام وأمام، وهو وراء ممدود، والورى مقصور: الأنام على وجه الأرض، وأصله من الظهور، والورى لظهور الشخص في ذلك المكان، وتصغيره وُرّيَّة.

  والإيمان: التصديق في اللغة، ونقل في الشرع إلى أداء الواجبات.

  · الإعراب: يقال: ما الفرق بين (إن) و (إذا)؟

  قلنا: (إذا): وقت للفعل الذي هو جواب، وليس كذلك (إن)، تقول: إن جئتني وصلتك، فيصح أن تصله بعد وقت المجيء، وإذا قلت: إذا جئتني وصلتك، فيصح أن تصله وقت مجيئه لا بعد مجيئه، وإذا قلت: إذا جئتني، فإنما تخبر بأنك تصله وقت مجيئه.

  ويقال: ما العامل في (إذا)؟

  قلنا: «قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَينَا» ولا يصح أن يعمل فيها قبل، لأن المضاف لا يعمل في الصفات كما لا تعمل الصلة في الموصول.