قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون 84 ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 85}
  وقيل: أراد أن يصلي على عبد اللَّه بن أُبي، فنزل جبريل # وأخذ بثوبه، وقال: {لَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}، عن أنس والأصم.
  قال الأصم: قال: لما مات عبد اللَّه بن أبى جاء ابنه إلى رسول اللَّه، ÷ وقال: قد مات الكافر، فما تأمرني به؟ فقال: «ادفنه»، فقال: إن لم تصل عليه لم يصل عليه مسلم، فأراد أن يصلي، فنزل جبريل ونزلت الآية، ونُهِيَ عن ذلك.
  ومتى قيل: كيف استجاز أن يصلي على كل كافر؟
  قلنا: هذا أمر شرعي يجوز أن يختلف فيه الأمر، فكان يصلي على كل من يظهر الشهادتين، كما نصلي نحن، ثم نُهِيَ عن ذلك.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أحكامهم في الدنيا والآخرة، ونهى عن الصلاة عليهم، فقال سبحانه: «وَلا تُصَلِّ» يا محمد «عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ» أي: لا تصلِّ أبدًا «وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ» للدعاء، فإن رسول اللَّه كان يقف على قبور المؤمنين، ويدعو لهم، وقيل: لا تقم على قبره حتى يدفن إكرامًا «إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ» فما صلى رسول اللَّه على منافق حتى قبض.
  ومتى قيل: إذا علم تحريم الصلاة على الكافر لأنه تعظيم له، فَلِمَ أراد أن يصلي؟
  قلنا: لم يعلم نفاقه، فأراد أن يصلي. وقيل: جَوَّزَ أنه تاب، وقيل: كان متعبدًا بذلك ثم نهي عنه وهو الصحيح.
  «وَلا تُعْجِبْكَ» قيل: لا يعظمن في عينك هذا المنافق وإن كثر ماله، وقد مضى معنى الآية.