قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون 84 ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 85}
  ومتى قيل: لم كررت؟
  قلنا: للتذكير مع بُعْد موضع الآيتين، وقيل: يجوز أن تكون في فريقين من المنافقين، فهو كقولهم: لا يعجبك حال زيد، ولا يعجبك حال عمرو، عن أبي علي.
  وقيل: أراد بالأولى لا تعظمهم في حال حياتهم لأجل مالهم، وبالثانية لا تعظمهم بعد وفاتهم؛ لأن حكم الكفر والنفاق باق في الحالين.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الصلاة على الميت عبادة، وأن القيام على القبور للدعاء عبادة مشروعة، لولا ذلك لما خص الكافر بالنهي.
  وتدل على أن كثرة المال لا يغني شيئا مع العذاب العظيم.
  وتدل على أن الكفار لا يصلى عليهم؛ لأنه دعاء، ولا خلاف في ذلك.
  *أحكام الصلاة على الميت
  الكلام فيه يقع في أربعة فصول:
  أولها: من يُصَلَّى عليه؟
  وثانيها: كيفية الصلاة.
  وثالثها: مَنْ يُصَلّي؟
  ورابعها: شرائط الصلاة.
  أمَّا الأول: فصلاة الجنازة فرض على الكفاية إذا قام به جماعة سقط عن الباقين، ويصلى على كل مسلم بالاتفاق، واختلفوا، فقال أبو حنيفة: لا يصلى على الباغي، وقطاع الطريق، وقال الشافعي: يُصَلَّى عليهم.
  فأما الفاسق المُصِرّ على فسقه، قال الهادي #: لا يُصَلَّى عليه، وقال أبو حنيفة والشافعي: يصلى عليه، و قال الهادي: لا يُصَلَّى على المرجئ والقدري