قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 100}
  · القراءة: قرأ يعقوب: «والأنصارُ» بالرفع عطفًا على السابقين، ولم يجعلوهم من السابقين، وجعلوا السبق للمهاجرين، وهو قراءة الحسن وقتادة، وقرأ الباقون بكسر الراء عطفًا على «المهاجرين»، وجعلوا السبق للفريقين، وروي عن عمر أنه قرأ: (الأنصار الَّذِينَ اتبعوهم) فنهاه أبي بن كعب، وذكر أنه سمع رسول اللَّه ÷، فاتبعوه في ذلك.
  قرأ ابن كثير وحده: (تجري مِن تحتها) بزيادة (مِن) وكذلك في مصاحف أهل مكة، وقرأ الباقون بغير (مِن) وعليه سائر المصاحف والمعنى واحد.
  · اللغة: السبق: كون الشيء قبل غيره، وفي الخيل السابق ثم المُصَلَّي، وهو الذي يجيء في إثر السابق يتبع صلاه.
  والاتباع: طلب الثاني حال الأول، مصدر اتبع يتبع اتباعًا، فهو متبع ونظيره: الاقتداء، واتّبعه بالتشديد: حذا حذوه، وأَتْبَعَهُ بالتخفيف: لحقه، يقال: ما زلت أتبعه حتى اتبعته، أي لحقته، والتابع جمعه تبع، كخادم وخَدَمٍ.
  · الإعراب: (الذين اتبعوهم) موضعه رفع عطفًا على (السابقين) تقديره: السابقون، والمتبعون لهم.
  (جنات) نصب بـ (أعد).
  (الأنهار) رفع؛ لأن الفعل مسند إليه، وهو الجري.
  · النزول: قيل: نزلت الآية فيمن بايع بيعة الرضوان، وهي بيعة الحديبية، عن الشعبي.