قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 100}
  وقيل: هم الَّذِينَ صلوا القبلتين، عن أبي موسى، وسعيد بن المسيب، والحسن، وابن سيرين، وقتادة.
  وقيل: هم الَّذِينَ شهدوا بدرًا، عن عطاء بن أبي رباح.
  وقيل: هم الَّذِينَ أسلموا قبل الهجرة، عن أبي علي.
  · المعنى: لما تقدم ذكر المنافقين والكفار، وذكر المؤمنين عقبه بذكر أحوال السابقين، فقال سبحانه: «وَالسابقُونَ الأَوَّلُونَ» قيل: السابقون إلى الإيمان، ونصرة الرسول، عن جماعة من المفسرين، واختلفوا فيهم على ما ذكرنا في فصل النزول، وقيل: من سبق أي: تقدم موته في أيام الرسول، عن أبي مسلم. «مِنَ الْمُهَاجِرِينَ» وهم الَّذِينَ هجروا أوطانهم وعشائرهم من أهل مكة وغيرهم «وَالأَنصَارِ» الَّذِينَ نصروا الرسول، وآَوَوْا أصحابه وهم أهل المدينة «وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ» يعني اقتدوا بهم على ما كانوا عليه من الإحسان، وسلكوا مناهجهم، قيل: هم من حسن إيمانهم بعد الفتح، وآمنوا إلى يوم القيامة، عن الأصم. وقيل: السابقون من أسلم بعد الهجرة، وقيل: هم الَّذِينَ يذكرون المهاجرين والأنصار بالخير، ويترحمون عليهم ويذكرون محاسنهم ويقتدون بهم، عن عطاء.
  ثم عم الجميع بالوعد، فقال سبحانه: «¤» بما أتوا من الطاعات، واجتنبوا من المعاصي «وَرَضُوا عَنْهُ» بما أعطاهم من الثواب والكرامات «وَأَعَدَّ لَهُمْ» هيأ لهم جزاء على إيمانهم «جَنَّاتٍ» بساتين «تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا» يعني: دائمين في هذه النعم لا تبيد، ولا يبيدون «ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» الظفر بالبغية وإدراك المنية.