قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 100}
  · الأحكام: تدل الآية على أن للسابقين فضلاً ومزية على غيرهم، وذلك يحصل بوجوه:
  منها: المشقة التي لحقتهم في نصرة الدين.
  ومنها: مفارقة القوم والعشائر.
  ومنها: مفارقة الدين المألوف.
  ومنها: معونة النبي ÷ مع قلتهم.
  ومنها: اقتداء الناس بهم.
  ومنها: الدعاء إلى الدين.
  ومنها: السبق إليه.
  ومنها: إعزاز الدين بهم مع كثر أعدائهم وقلة عددهم.
  وتدل على أن السبق في الفريقين: المهاجرين والأنصار، والأنصار وإن لم يهاجروا فَبِأَنْ آوَوْا ونصروا لحقوا المهاجرين في الفضل، فلذلك جمع بينهما.
  وتدل على أن السابق والمقتدى به أعظم فضلاً من المقتدي التابع.
  وتدل على فضل أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم؛ لأنهم من السابقين من الأولين، فدل على بطلان مذهب الرافضة.
  وتدل على أن السبق فعلهم؛ لذلك مدحهم به، فيصح قولنا في المخلوق.
  وتدل على أنه لا فوز أعظم من الجنة.
  وتدل على دوامها.
  وقد اختلفوا في أول من أسلم من المهاجرين، فقيل: أول من آمن خديجة،