قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم 102 خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم 103 ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم 104}
  بعض أموالهم فأدخل (مِن) للتبعيض؛ لأنه لم يجب أن يتصدق بالجميع «صَدَقَةً»، قيل: أمر بأخذ الصدقة عن هَؤُلَاءِ التائبين، وفرض عليهم مع التوبة الصدقة تغليظًا عليهم وتشديدًا للتكليف وليست بالصدقة المفروضة إنما هي كفارة للذنوب التي أصابوها، عن الحسن، والأصم وغيرهما. وقيل: هي صدقة، عن عكرمة، وليس بالوجه، وقيل: أراد قبول الصدقة عنهم عند التوبة تطهيرًا لهم، عن أبي مسلم؛ لأن قبول الصدقة إيجاب الثواب عليه، وذلك إن ما يصحب شرط الإيمان، وقيل: هي الزكاة المفروضة أمر بأخذها من المؤمنين، عن أبي علي وأكثر أهل التفسير، وهو الظاهر؛ لأن حمله على سبب مخصوص لا يصح، بل هو عام «تُطَهّرُهُمْ» بها أي: تزيل عنهم بها نجاسة الذنوب وهذا توسع «وَتُزَكِّيهِمْ» أي: يكونوا بها أزكياء مطهرين، عن أبي علي. وقيل: توجب لهم التزكية والبركة، عن أبي مسلم. قيل: تطهرهم، وقيل: تصلحهم، وقيل: ترفع [منازلهم] عن منازل المنافقين إلى منازل المخلصين «وَصَلِّ عَلَيْهِمْ» قيل: ادع لهم واستغفر لهم بقبول صدقاتهم، وهو كقول الداعي: آجرك اللَّه فيما أعطيت، وبارك لك فيما أبقيت، وعن النبي ÷ أنه قال عند أخذ صدقات آل أبي أوفى: «اللَّهم صل على آل أبي أوفى»، «إِنَّ صَلاَتَكَ» أي: دعاءك «سَكَنٌ لَهُمْ» أي: تسكن نفوسهم إليها، علما بأن توبتهم مقبولة، عن أبي مسلم، والأصم، والكلبي. وقيل: يسكنون إليه، يعني تطيب أنفسهم به ويبشرون بنيله فيسارعون في أداء الصدقات، عن أبي علي. وقيل: رحمة لهم، عن ابن عباس. وقيل: تزكية لهم منه؛ لأنك تدعو إلى المخلص، وقيل: وقار، عن قتادة. وقيل: تثبيتًا لهم، عن أبي عبد اللَّه. «وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» أي: يسمع دعاءك لهم يعلم ما يكون منهم في الصدقات، عن أبي مسلم. وقيل: سميع لجميع المسموعات، عليم بكل شيء، عن أبي علي. «أَلَمْ يَعْلَمُوا» قيل: معناه: اعلموا؛ لأن العلم بأحوال الصدقة لطف في المسارعة إليها، وقيل: خافوا ألا تقبل توبتهم فقال: اعلموا أن