قوله تعالى: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون 126 وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون 127 لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم 128 فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 129}
صفحة 3306
- الجزء 5
  أيضًا، وقوله: ذلك «بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ» دلالة على كون ذلك عقوبة، ولأنه أضاف الصرف أولاً إليهم، فكيف يقال: إنه يضاف إليه تعالى.
  وتدل على أن الخيانة في ذلك كله من جهتهم، لا من جهته تعالى، بخلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل على نعمه تعالى على عباده ببعثه رسولاً صفته الرأفة والرحمة.
  وتدل على أن كون الرسول منهم أصلح لهم.
  وتدل على وجوب الانقطاع إليه تعالى، والتوكل عليه.
  ويدل قوله: «لا يفقهون» أن المعارف مكتسبة؛ فيبطل قول أصحاب المعارف.