التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين 2}

صفحة 3308 - الجزء 5

  وقرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي «إن هذا لساحر مبين» يعنون محمدًا ÷، وقرأ أبو جعفر، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب «لَسِحْرٌ» بغير ألف، وبكسر السين يعنون القرآن، والقراء كلهم يقرؤون «عَجَبًا» بالفتح، وفي جزء عبد اللَّه (عجبٌ) بالرفع على أنه اسم (كان)، وأنه في محل النصب على أنه خبر (كان).

  ويقال: لم عد (طه)، و (الم)، ولم يعد (الر)؟

  قلنا: لأن آخره لا يشاكل رؤوس الآي التي بعده بالمردف.

  · اللغة: الحكم: أصله المنع، ومنه: حَكَمَةُ الدابة وحكمة السفينة، وأحكمته على يده، قال الشاعر:

  أَبَنِي حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سفهاءكم ... إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ أَنْ أَغْضَبَا

  ومنه: الحِكْمَةُ لأنها تمنع من الجهل، والحكيم: المحكم، يقال: أحكمته فهو محكم، وحَكِيم «فَعِيل» بمعنى مفعول، كقولك: أكرمته فهو مُكْرَم، وكريم، وأعلمته فهو معلم وعليم، وأطردت الرجل فهو مُطْرَد وطريد، عن أبي عبيدة وأبي مسلم، قال الشاعر:

  وَغرِيبَةٍ تأتِى المُلُوكَ حكِيمَةٍ ... قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذَا قَالَهَا

  وأنشد أبو عبيدة لأبي ذويب:

  وَلَمْ تَشْعُرْ إذَنْ أَنِّي خَلِيفُ