قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين 2}
  أي: مخلف من أخلفته الوعد، وقيل: حكيم بمعنى حاكم، «فَعِيل» بمعنى «فاعل»، وقيل: حكيم بمعنى محكوم «فَعِيل» بمعنى «مفعول»، والقَدَمُ: قدم الإنسان، والقِدَم: خلاف الحدوث، قال الأزهري: والقَدَمُ: الشيء تقدمه قدامك ليكون عدة لك، حتى تقدم عليه، وقال غيره: يقال: قَدَمَ يَقْدُمُ: إذا تقدم، وقدم يقدم، وقدمته أقدمه قدمًا، قال الأعرابي: القَدَمُ: التقدم في الشرف، وقال العجاج:
  زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عَنْ آلِ الحَكَمْ ... وتَرَكُوا المُلْكَ لِمِلكٍ ذِي قَدَمْ
  وقال أبو عبيدة والكسائي: كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم، يقال:
  له قدم في الإسلام، وقال حسان:
  لَنَا القَدَمُ الأُولَى إِليكَ وَخَلْفُنَا ... لِأوَّلنَا فِي طَاعَة اللَّه تَابِعُ
  وقال ذو الرمة:
  لَكُمْ قَدَمٌ لاَ يُنْكِرُ النَّاسُ أَنَّهَا ... مَعَ الْحَسَبِ العادِي طَمَتْ عَلَى البَحْرِ
  · الإعراب: {الر} حروف الهجاء مجزومة ما لم تعطف، فيقال: ألفْ ولامْ وميمْ «تِلْكَ» رفع قيل: لأنه اسم مبتدأ وخبره «آيَاتُ»، وقيل: «الر» كله رفع بالابتداء، و «تلك» خبره، و (تلك) و (ذلك) إشارة إلى غائب، و (هذا) و (هذه) إشارة إلى حاضر، وإنما قال «تِلْكَ» لتقدم الذكر في «الر»، كقولك: هند هي الكريمة، وقيل: معناه هذه، عن أبي عبيدة، وقيل: الآيات التي تقدم ذكرها، عن أبي علي والزجاج، «الْكِتَابِ» مكسور؛ لأنه مضاف إليه، وإنما أضيف إليه الآيات؛ لأنها أبعاض الكتاب، وأضيفَ