قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين 2}
  «قَدَمَ» إلى «صِدْقٍ»، وهو نعته، كما يقال: مسجد الجامع، وكقوله تعالى: {وَحَبًّ الحصِيدِ}، و «عَجَبًا» نصب؛ لأنه خبر (كان)، واسمه (أن أوحينا)، على تقدير: أكان للناس إيحاؤنا عجبًا، و «أن أنذر» جزم على تقدير: وقلنا: أنذر، و «أن لهم» نصب بحذف الخافض، تقديره: بأن لهم قَدَمَ صِدْقٍ.
  · النزول: قال ابن عباس: لما بعث اللَّه محمدًا ÷ أنكر الكفار، وقالوا: اللَّه أعظم من أن يكون رسوله بشرًا مثل محمد، فأنزل اللَّه تعالى: «أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا».
  وقيل: قالوا: العجب أن اللَّه تعالى لم يجد رسولاً يرسله إلا يتيم أبي طالب، فنزلت الآية.
  · المعنى: «الر» قيل: اسم للسورة، عن أبي علي، وقيل: اسم للقرآن، عن الحسن وقتادة، وقيل: لما قال المشركون: لا تسمعوا لهذا القرآن ذكر تعالى في أوائل السور هذه الحروف، ولا عهد لهم بمثله، ليستمعوا فيأتي الكلام من بعد، عن قطرب، وقيل: إشارة إلى أن القرآن مركب من هذه الحروف، وهي محدثة، فلا يكون القرآن قديمًا، عن أبي بكر الزبيري، وقيل: إشارة إلى أنه من هذه الحروف، وقد تحداكم به، وأنتم أهل هذا اللسان، وإذا عجزتم عن الإتيان بمثله فاعلموا أنه معجز، وليس من كلام البشر، عن أبي مسلم، وقيل: لهذه الحروف تأويل ومعنى، ثم اختلفوا، فقيل: الراء أنا اللَّه أرى، عن ابن عباس والضحاك، وقيل: أنا الرب لا ربَّ غيري، وقيل: (الر) و (حم)، و (نون) اسم الرحمن، عن عكرمة، وسعيد بن جبير، والشعبي، وقيل: هو قسم كأنه قيل: واللَّه تلك آيات الكتاب، وما يروى عن بعضهم أنه سِرٌّ،