التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين 2}

صفحة 3312 - الجزء 5

  صدق، عن الضحاك، وقيل: الأعمال الصالحة، عن مجاهد والأصم وأبي مسلم، وقيل: شفيع صدق وهو محمد ÷، عن زيد بن أسلم، وقيل: عمل صالح أسلفوه يقدمون عليه، عن الحسن، وقيل: منزلة رفيعة، وهي الجنة لا تفنى ولا تبيد، عن عطاء وأبي حاتم والزجاج، وقيل: قبول أعمالهم وما يستحق عليها من الجزاء، وقيل: سبقت لهم السعادة في اللوح المحفوظ «قَال الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ» أي: القرآن سحر «مُبِينٌ» أي: ظاهر، وقرئ: ساحر، يعني: محمدًا ÷.

  · الأحكام: تدل الآية على حَدَثِ الكتاب والآيات؛ لأنها أحكمت، وذلك يستحيل في القديم.

  وتدل على أنهم أنكروا كون الرسول بشرًا، وذلك غير مُنكَرٍ عقلاً وشرعًا؛ لأن الرسول وبعثته تتبع المصلحة، وقد يكون البشر أصلح، ولأن عادة اللَّه جارية في إرسال البشر، فلا موضع للتعجب في أمره.

  وتدل على أن الإنذار عام؛ لأنه لا بد في كل مكلف من ذلك، وأن البشارة خاصة؛ لأنها تَسُرُّ من أطاعه.

  وتدل على أن للمؤمنين الرفعة عند اللَّه، فتدل على أن الثواب جزاء على الأعمال، بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل على أن المؤمن يختص بهذه المنزلة الرفيعة، خلاف قول المرجئة.

  وتدل على عجزهم عن معارضة القرآن وإبطال نبوته، فعدلوا إلى وصفه بالسحر.

  وتدل على عظم محل القرآن.

  وتدل على أن التكذيب فعل الكفار، لذلك أوعد عليه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.