قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون 3 إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون 4}
  ومتى قيل: أليس قال في موضع: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}؟
  قلنا: إنذار العشيرة وسائر الناس واجب إلا أنه ÷ رَتَّبَ، فأنذر عشيرته أولاً، ثم سائر الناس.
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٣ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ٤}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني خاصة: «أَنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ» بفتح الألف من (أنه)، والباقون من القراء بكسرها، فالأول على تقدير بأنه، أو لأنه، فلما حذف الخافض نصب (أن)، والثاني: على الاستئناف.
  قراءة العامة: «وَعْدَ اللَّه حَقًّا» بالفتح، وقرأ ابن أبي عليّة بالرفع على الاستئناف.
  · اللغة: التدبير: أن يدبر الإنسان أمره، كأنه ينظر إلى ما يصير إليه عاقبته، فينزلها في مراتبها على إحكام عواقبها، دَبَّرَ يُدَبِّرُ تدبيرًا.
  والبَدْءُ: مصدر بدأت بالأمر، وَأَبْدَأْتُ أي: ابتدأت، واللَّه المبدئ والبادئ، وأصله من: بدا يبدو إذا ظهر، كأنه ظهر فعله أولاً.
  والإعادة: النشأة الثانية، كما أن الابتداء النشأة الأولى.