التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون 3 إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون 4}

صفحة 3314 - الجزء 5

  والقِسْطُ بكسر القاف: العدل، ومنه: القسط النصيب، والقَسْطُ بفتح القاف: الجور، ومنه: القَسَطُ بفتح القاف والسين: اعوجاج في الرجلين، يقال: قَسَطَ يَقْسِطُ قَسْطًا: إذا جار، وأَقْسَطَ يُقْسِطُ: إذا عدل.

  والحميم: المسخن بالنار الإسخان.

  · الإعراب: «جميعًا» قيل: نصب على الحال «حقًا» نصب على المصدر يدل عليه الفعل المذكور، وتقديره: وعد اللَّه وعدًا حقًا، إلا أنه لما لم يُذكر الفعل أضيف المصدر إلى الفاعل، قال كعب بن زهير:

  يَسْعَى الوُشاةُ جَنَابَيْها وَقَوْلُهُمُ ... إِنَّكَ يَا بْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقتُولُ

  يريد: ويقولون قيلهم، وقيل: نصب على القطع.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: قيل: يتصل بقوله: «أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ» ثم قال: وربهم الذي خلق السماوات والأرض، عن أبي مسلم قال: ويحتمل أنه مبتدأ عام للخلق جميعًا احتج بها على عباده بما بَيَّنَ من عجائب صنعه في السماوات والأرض، وفي أنفسهم، وهو قول الأصم.

  · المعنى: «إِنَّ رَبَّكُمُ» خالقكم ومنشئكم هو «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ»