التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون 11 وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون 12}

صفحة 3325 - الجزء 5

  وتدل على حال أهل الجنة وطُرُقِهِمْ، وتحيتهم في التسبيح والتحميد.

قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٢}

  · القراءة: قرأ ابن عامر ويعقوب: «لقَضَى» بفتح القاف والضاد «أَجَلَهُمْ» بالنصب، يعني أن اللَّه تعالى يقضي أجلهم، وقرأ الباقون بضم القاف، وكسر الضاد «أَجَلُهُمْ» بالرفع على ما لم يسم فاعله، وروي عن الأعمش أنه قرأ: (لقضينا) وروي أنه كذلك في مصحف عبد اللَّه بن مسعود.

  · اللغة: التعجيل: تقديم الشيء قبل وقته.

  والشر: ظهور الضرر، وأصله من الإظهار، تقول: شررت: إذا أظهرته للشمس، ومنه: شرر النار لظهوره بانتشاوه.

  والقضاء: الفصل والقطع، وأصله: الفراغ من الشيء على تمام، قال الشاعر:

  وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا ... دَاوُدُ أَوْ صَنَعَ السَّوَابِغَ تُبَّعُ

  والطغيان: الغلو في الظلم، والطاغي والباغي من النظائر.

  والعَمَهُ: شدة الحيرة. والتزيين: التحبيب. إليه، وقيل: التحسين للفعل.

  والإسراف: الإكثار من الخروج عن العدل.