قوله تعالى: {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين 13 ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون 14}
  التزيين إليهم كقولهم: فلان معجب بنفسه، عن أبي مسلم، وقيل: زين اللَّه بالشهوة لتحبيب المشتهي؛ لأنَّهُ تعالى رَكَّبَ الشهوة ليصح التكليف، ثم زين صوارفه بالوعيد، لا أنه زين، ولا يقال: زينه اللَّه؛ لأنه عَارٌ، وذم، فيستحيل أن يذم فعله «لِلْمُسْرِفِينَ» المجاوزين للحد في الكفر والعصيان «مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» قيل: عبادتهم لغير اللَّه، وقيل: نفقتهم في معصية اللَّه والإسراف يكون في النفس والمال، وقيل: جميع أعمالهم في المعاصي.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى يؤخر العقاب، وأنه لو قدم ذلك لبطل التكليف.
  وتدل على أن الدعاء يجب أن يكون للمصلحة والاستعداد للآخرة؛ لأنه ذمهم على دعائهم له لزوال الشدائد فقط.
  وتدل على وجوب الصبر عند الشدة، والشكر عند النعمة؛ لأنه تعالى إذا امْتَحَنَ فذلك مصلحة يجب الصبر عليه.
  وتدل على أن من عادة السوء للإنسان أن ينسى ما أُسْدِيَ إليه من النعم.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ١٣ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ١٤}
  · اللغة: القرن: أهل العصر لمقارنة بعضهم لبعض، وجمعه: قرون، ومنه: قرن الشاة لمقارنته آخر بإزائه، والقِرن بكسر القاف: لمقاومته قرينه في الشدة، وقرون الشعر: الذوائب لمقارنتها، ومنه قول أبي سفيان: ولا الرُّوَم ذَاتَ القُرُونِ، ومنه: مقرون الحاجبين، ومنه: القِرَان في الحج؛ لاقتران العمرة بالحج.