قوله تعالى: {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين 13 ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون 14}
  والخلائف: جمع خليفة، وهو أن يخلف صاحبه، ومنه: {جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ} أي: يأتي أحدهم بعد الآخر، كلما أمضت طائفة خلفتها طائفة، وقيل لأمة محمد ÷: خلائف؛ لأنهم خلفوا سائر الأمم، وأصله من الخلف نقيض القدام.
  · الإعراب: «خلائف» لا تنصرف؛ لأنه جماعة ثالث حروفها ألف، وبعد الألف أكثر من حرف، «لينظر» [أي]: لكي ينظر.
  · المعنى: ثم حذر تعالى كفار هذه الأمة ما أنزل بالأمم الماضية من الَمُثلاَت، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ» تأكيد للكلام «أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ» أي: الأمم الماضية، قال ابن عباس: بين كل قرنين ثمان وعشرون سنة «لَمَّا ظَلَمُوا» قيل: أشركوا وعصوا «وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيَّنَّاتِ» بالحجج «وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا» ليصدقوا رسلهم فيما أتتهم به «كَذَلِكَ» أي: كما أهلكناهم بكفرهم «نَجْزِي» نعاقب جزاء «الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ» الكافرين بتكذيبهم الرسول «ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ» يا محمد «خَلاِئفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ» أي: بعد القرون التي أهلكناهم، ومعناه: خلقناكم بعدهم أحياء، وأسكناكم في الأرض وملكناكم، قيل: جعلناكم خلفهم في التعبد، عن الأصم «لِنَنْظُرَ كَيفَ تَعْمَلُونَ» أي: لنرى عملكم أين يقع من عمل أولئك أتقتدون بهم فتستحقوا من العقاب ما استحقوا؟ أم تؤمنون فتستحقوا الثواب؟ وقيل: لنرى كيف تعملون فيما تعبدناكم به.
  ومتى قيل: هل يجوز النظر عليه؟