قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15 قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون 16 فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون 17}
  والدراية: العلم، ومنه يقال: اللَّه تعالى الداري، أي: العالم.
  والعَمْر بفتح العين وسكون الميم، والعُمر بضمها: البقاء، وجمعه: عُمُرٌ، وإذا استعمل في القسم فالفتح لا غير، ومنه: لَعَمْرُك أي: أسأل تعميرك، ورفع «لعمرك» إما لأنه خبر ابتداء محذوف، أو ابتداء خبر محذوف، على تقدير: لعمرك مما أقسم به، وقيل: في قوله «لعمرك» أي: بحياتك يا محمد، وقيل: بدينك يا محمد، الذي يعمر من العمارة، واستعمركم: أطال أعماركم.
  · الإعراب: (مَنْ) في قوله: «ومن أظلم» استفهام، والمراد الإنكار، أي: لا أحد أظلم؛ إذ لا يجوز الاستفهام في صفة اللَّه تعالى؛ لأنه عالم لما يزل، ولا يزال بجميع المعلومات.
  · النزول: قيل: نزلت في مشركي قريش، عن قتادة.
  وقيل: في خمسة عشر نفرا منهم: عبد اللَّه بن أمية المخزومي، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل السهمي، وغيرهم، قالوا للنبي ÷: ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى ومناة وهبل، أو بدله بكلام من تلقاء نفسك، فنزلت الآية، عن مقاتل.
  وقيل: نزلت في المستهزئين قالو: يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألكه، أو بدله أنت فاجعل مكان آية عذاب آية رحمة، فنزلت الآية، عن الكلبي.
  وقيل: هم المستهزئون، وهم خمسة: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن عيطلة.