التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون 31 فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون 32 كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون 33}

صفحة 3361 - الجزء 5

  وتدل على أنه يحشر كل أحد: استحق الثواب، أو لم يستحق.

  وتدل على أنه يجمع بين من عبد غيره وبين معبوده، ثم يفرق بينهم، فيجعل العابد في موضع، والمعبود في موضع، وأن بعضهم يتبرأ من بعض.

  وتدل على أنه يحيي الأوثان.

  وتدل على أن كل أحد ينال جزاء ما قدم من خير أو شر، وفيه ترغيب وتحذير.

  وتدل على أن كل معبود يُصْنَعُ لا ينفع ولا يضر، ولا يقدر على دفع عقوبة عمن عَبَدَهُ، ولا شفاعة له غير اللَّه تعالى، فإن من عبده يجازيه بنعيم دائم في الجنة.

  وتدل على أن العبادة والافتراء فعلهم؛ لذلك عاقبهم ووبخهم به، فيبطل قول مَنْ خالفنا في المخلوق.

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٣١ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٣٢ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٣٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ» على الجمع وبعده: «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ» وفي (حم المؤمن): {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ} كله بالألف على الجمع، وقرأ الباقون «كَلِمَتُ رَبِّكَ» في جميع ذلك على واحده.