قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون 31 فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون 32 كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون 33}
  · اللغة: الرزق في اللغة: هو العطاء الجاري، ومنه: رِزْقُ السلطان، وحد الرزق: ما له أن ينتفع به، وليس لغيره مَنْعُهُ، ولذلك لا يجوز الرزق على اللَّه تعالى؛ لأنه لا يجوز عليه الانتفاع، واسم «رازق» لا يطلق إلا على اللَّه تعالى؛ لأنه خالق الرزق، وإن كان غيره يرزق، كما لا يطلق اسم «الرب» على غيره، وإن كان يقال: رب الدابة، ورب الدار.
  وحقت: وجبت يقال: حققت عليك القضاء حقًا، وأحققته: أوجبته.
  · الإعراب: (ما) في قوله: «فماذا بعد الحق» استفهام، والمراد التقرير، وكذلك (مَنْ) في قوله «مَنْ يرزقكم»، والكاف في قوله: «كذلك حقت» كاف التشبيه، وفي المشبه به قولان:
  الأول: ليس بعد الحق إلا الضلال، شبه به كلمة الحق، أنهم لا يؤمنون في الصحة.
  الثاني: ما تقدم من العصيان شبه به الجزاء بكلمة العذاب في الوقوع على المقدار.
  · المعنى: ثم قرر تعالى عليهم أدلة التوحيد والبعث، وبطلان ما هم فيه، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد لهَؤُلَاءِ المشركين «مَنْ يَرْزُقُكُمْ» من يخلق لكم الأرزاق والعطاء «مِنَ السَّمَاءِ» المطر، ومن الأرض النبات والحبوب والفواكه، وقيل: من يأتيكم بالسحاب، وينزل القطر، وسخر الشمس والقمر والنجوم، ومن يخرج نبات الأرض، عن الأصم «أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَار» أي: من يملك خلق هذه الحواس، ومَنْ هَيَّأَ كل واحد