قوله تعالى: {وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون 41 ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون 42 ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون 43 إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون 44}
  · الأحكام: تدل الآيات على أن القرآن من عند اللَّه، وأنه كلامه، وتدل على حدثه؛ لأن التحدي لا يصح إلا بالحدث.
  وتدل أنه ÷ تحداهم به، وأنهم عجزوا عن مثله مع شدة حرصهم على إبطال أمره، فيوجب كونه معجزًا.
  وتدل على أنه لم يعاجلهم بعذاب الاستئصال لما علم أن فيهم من يؤمن.
  واختلفوا في تبقية مَنْ المعلوم أنه يؤمن هل هو واجب أم لا؟
  فقال أبو علي وأبو القاسم: يجب تبقيته من أصلين مختلفين.
  وقال أبو هاشم ومن تبعه: ليس بواجب؛ لأنه ابتداء تكليف، فيكون تفضلاً، ولأنه لا خلاف بينهم أن تبقية من يعلم أنه يَكْفُرُ يجوز، وبذلك تبطل جميع عللهم، والآية وصف لحالهم، وليس فيه وجوب التبقية.
قوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ٤١ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ٤٢ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ٤٣ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}
  · اللغة: البراءة: قطع العلقة التي توجبه مع المطالبة، كالبراءة من الدين، والبراءة من العيب.
  والاستماع: طلب السمع، وهو افتعال من السمع، وهو إدراك المسموع.
  والنظر: تقليب الحدقة السليمة نحو المرئي التماسًا لرؤيته، ويستعمل بمعنى الفكر.