التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين 45 وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون 46 ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون 47}

صفحة 3374 - الجزء 5

  وتدل على أن استماع الأدلة إذا قصد به الرد والتكذيب يقبح؛ لذلك ذمهم على الاستماع.

  وتدل على أنه منزه عن الظلم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في إضافة كل ظلم إلى خلقه وإرادته.

  واختلفوا في قوله: «فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ» فقيل: إنه منسوخ بآية الجهاد، عن مقاتل، والكلبي. وقيل: نزلت قَبْلَ الأمر بالجهاد، عن أبي مسلم، وليس بصحيح؛ لأنه لا تنافي بين هذه الآية وبين وجوب الجهاد؛ لأنه براءة ووعيد، وهذا لا ينافي الجهاد.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ٤٥ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ٤٦ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٤٧}

  · اللغة: اللبث والمكث من النظائر، وهو الكون في المكان وقتين فصاعدًا.

  والساعة: مقدار من الزمان يُقَسَّمُ به اليوم والليلة.

  والتعارف: اعتراف بهل واحد لصاحبه، ونقيضه: التناكر، وأصله: من المعرفة.

  · الإعراب: «وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ» قيل: (ما) صلة، وتقديره: وإن نرينك، وجوابه «فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ».