التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين 57 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون 58}

صفحة 3383 - الجزء 5

  به الإنسان يحل في كل جزء يصير جملته كالشيء الواحد، ويحتاج إلى بنية مخصوصة، ومقتضاه صحة الإدراك، فأما الموت فهو عرض يضاد الحياة عند أبي علي وأبي القاسم والقاضي، وعند أبي هاشم هو بطلان الحياة، وقوله {خَلَقَ الموتَ وَالحياةَ} يدل على صحة قول أبي علي.

  وتدل على أن الظلم فعلهم ليس بخلق لله تعالى.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ٥٧ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}

  · القراءة: قرأ يعقوب برواية رويس: «فلتفرحوا» و «تجمعون» بالتاء فيهما، وري ذلك عن النبي ÷، وأبي بن كعب، والحسن، وابن سيرين، وروي عن أبي جعفر الفارسي المدني، وهو على الخطاب فيهما للمؤمنين.

  وقرأ يعقوب برواية زيد: «فلتفرحوا» بالتاء على الخطاب «يجمعون» بالياء خبرًا عن الكفار، روي ذلك عن ابن عباس، والجحدري، وقتادة.

  والذي عليه القراء السبعة بالياء فيهما على الخبر، وكان الكسائي يعيب التاء؛ لأن اللام في الأمر للغائب، وأجازه الفراء، ويحتج بقول النبي - صلى اللَّه عليه وعلى آله - في بعض مغازيه: «لتأخذوا مناسككم».