قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 62 الذين آمنوا وكانوا يتقون 63 لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم 64 ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم 65}
  وتدل على عظم ذنب من يفتري على اللَّه بأن يضيف إليه ما لا يجوز عليه، وأي افتراء أعظم من قول من يقول: كل فرية فهي خَلْقُهُ، وكل كفر وضلال فمن خلقه وإرادته.
  ويدل قوله: «لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ» أنه منعم على الجميع، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ أن منهم من خلقهم للنار، فلا يكون منعمًا عليهم.
  وتدل على أن أهل الحق أقل، وأن أهل الباطل والكفران أكثر.
  وتدل على أن الافتراء والتحليل والتحريم والأعمال حادثة من جهتهم.
قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ٦٣ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٦٤ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦٥}
  · اللغة: الأولياء: جمع ولي، والولي أصله القرب، وكل من ولي أمر أحد فهو وليه، وولي اللَّه: المستحق منه أن يوليه ثوابه وكرامته.
  والبِشْرُ والبشارة: الخبر بما يظهر سروره في بَشَرَةِ الوجه.
  والتبديل والتغيير من النظائر، والتبديل: وضع الشيء مكان غيره، بدله تبديلاً.
  والعزة: المنعة وأصله شدة الغلبة، عزه يعزه عزًا: إذا غلبه، ومنه: إذا عز أخوك فَهُنْ، أي: إذا غلبك ولم [تقاومه] فَلِنْ له. والعَزَازُ: الأرض الصلبة الشديدة، وعز الشيء يَعَزُّ بفتح العين: اشتد، وكسرها: إذا صار عزيزًا لا يوجد، فكأنه اشتد وجودها.