قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 62 الذين آمنوا وكانوا يتقون 63 لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم 64 ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم 65}
  · الإعراب: موضع (الَّذِينَ) من الإعراب في قوله: «الَّذِينَ آمنوا» يحتمل ثلاثة أوجه:
  الأول: النصب على صفة الأولياء.
  الثاني: الرفع على المدح.
  الثالث: الرفع على الابتداء، وخبره «لهم البشرى».
  و (اتقى) «افتعل» من «وقيت»، قلبت الواو تاء كما قلبت في «تجاه وتراث»، وليس موضع إدغام لثقل الواو.
  و (إِنَّ) مكسورة للاستئناف بالتذكير، ولو فتحت قيل: جاز بمعنى لأن. وذكر الشيخ أبو حامد في تفسيره: لو فتح (إنَّ) لعظم ولقرب من الكفر؛ لأنه يجعل قولهم: العزة لله علة في حسرته، وهذا كفر، وهذا وإن كان هو الظاهر، فإنه يحتمل ما ذكرنا لأن بمعنى يستقيم الكلام. والقراءة المجمع عليها الكسر.
  · النظم: لما تقدم ذكر المؤمنين والكافرين بَيَّنَ أن أولياء اللَّه لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، وهم المؤمنون.
  وقيل: لما ذكر أنه يحصي أعمال عباده، بَشَّرَ من أطاعه وتولاه، وذكر ما أعد لهم.
  ويقال: بماذا يتصل قوله: «ولا يحزنك قولهم»؟
  قلنا: قيل: يتصل بقوله: «وإن كذبوك» - ولا يحزنك قولهم «فقل لي عملي ولكم علمكم»، عن الأصم.