قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين 87}
  المستبصر أن ذلك لمنزلتهم الرفيعة عند اللَّه، وقيل: لا تُخْلِ بيننا فيقتلوننا، ويفتنوا بسببنا بما يصيرون إليه من الكفر، عن أبي علي، وقيل: لا تمكنهم من ظلمنا بما تحملنا على إظهار الانصراف عن ديننا، عن مجاهد، وقيل: لا تجعلنا فتنة أي: عذابًا عليهم يوم القيامة بأن يُعاقَبوا بسببنا، والظالمون قيل: هم الكافرون، وقيل: هم الظلمة «وَنَجّنَا» خلصنا «بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» يعني من استعباد قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الأعمال، وقيل: نجنا منهم؛ لأنهم. أعداؤنا في الدين.
  · الأحكام: تدل الآية على عظم حال من أظهر الإيمان والحق عند شدة الخوف.
  وتدل على وجوب التوكل على اللَّه، فيما يهم الإنسان، وأن يثق بفضله، وينقطع إليه.
  وتدل على أنه يحسن السؤال بالنجاة من الظلمة.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ، ولو كان ذلك كذلك لما صح أن يُسْأَلَ النجاة منهم؛ لأنه الخالق والفاعل، والمحدث لجميع ذلك، فلولا خلقه لما كان شيء منه، فعلى ما يزعمون ينبغي أن يسأل النجاة منه لا منهم، تعالى اللَّه عن قولهم علوًّا كبيرا.
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ٨٧}
  · اللغة: الوحي: إلقاء المعنى. إلى النفس في خفية، قال [أبو مسلم]: فأصله من السرعة، يقال: هذا أمر وحي، أي: سريع، وسمي الوحي لسرعته، ومنه قول أمير